الجميلي أحمد يكتب: مصر وفلسطين أكاذيب الإخوان وحقائق التاريخ

مصر وفلسطين: أكاذيب الإخوان وحقائق التاريخ
كتب: الجميلي أحمد
على مدار العقود، بقيت القضية الفلسطينية حاضرة في قلب الوجدان المصري، لا بوصفها شأناً خارجياً، بل باعتبارها امتدادًا طبيعيًا لقضية الأمة. ومن بين كل الدول، كانت مصر الدولة الأولى والأقرب التي دفعت دماء جنودها فداءً للقدس وغزة، وقدمت ما لم تقدمه شعوب أو أنظمة تدّعي اليوم أنها “الناطق الرسمي” باسم فلسطين.
لكن وسط غبار الخيانة وصخب الأكاذيب، لا تزال جماعة الإخوان الإرهابية تمارس هوايتها القديمة في التشكيك والتزييف، وتحاول – عبثاً – أن تشوّه دور مصر الوطني والإنساني تجاه فلسطين، متخذة من الأحداث الجارية في قطاع غزة مادة للتأليب، ونشر الفتن، وإثارة الرأي العام.
الإخوان.. عبيد الميكروفون وسادة التزييف
منذ تصاعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، لم تتوقف الأبواق الإعلامية المنتمية للإخوان – أو المتعاطفة معها – عن بث روايات مغلوطة تتهم مصر بإغلاق معبر رفح أو “منع المساعدات”، في محاولة رخيصة لإثارة السخط ضد الدولة المصرية.
والحقيقة أن مصر لم تتوقف يوماً عن إدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة عبر معبر رفح، رغم التعقيدات الأمنية والظروف العسكرية الخطيرة. بل إن المعبر ظل المنفذ الوحيد المفتوح طوال فترات الحرب حين أُغلقت كل الطرق الأخرى بقرار الاحتلال.
مصر.. السبّاقة بالفعل لا بالقول
لا تكتفي القيادة المصرية بإعلان مواقف الشجب والتنديد كما تفعل بعض الدول، بل تنفذ على الأرض. فقد كانت مصر:
- أول من أرسل قوافل مساعدات غذائية وطبية وإغاثية إلى داخل قطاع غزة.
- أول من استقبل الجرحى والمصابين داخل مستشفيات سيناء.
- أول من عرض مبادرة واقعية للتهدئة ووقف إطلاق النار.
- وأول من رفض تدويل القضية أو اختزالها في مشهد دموي يخدم الاحتلال والإرهاب.
معبر رفح.. شريان إنساني لا أداة سياسية
معبر رفح، الذي طالما شكّل نقطة حيوية في حياة الشعب الفلسطيني، كان دائماً بيد الدولة المصرية، لا بيد جماعات مسلحة أو وكلاء تنظيمات مشبوهة. وفتحه أو تنظيمه يرتبط اعتبارات أمنية، لا يمكن أن تُفهم إلا في سياق حماية الأمن القومي المصري والفلسطيني معًا.
حين تبيع الجماعة أوطانها باسم الدين
ليس غريبًا على جماعة تأسست على الغدر، وازدهرت في بيئة التآمر، أن تُحوِّل دماء الفلسطينيين إلى مادة للبروباجندا. لقد فشلت الجماعة في حكم مصر لأنها لم تؤمن يومًا بالوطن، وها هي اليوم تحاول هدم صورة مصر من الخارج لأنها لم تستطع ابتلاعها من الداخل.
مصر وفلسطين: لا تنتظر شهادة من خائن
إن الدور المصري في دعم الشعب الفلسطيني ليس مرتبطًا بلقطة إعلامية، ولا يحتاج تزكية من قناة مأجورة، ولا بيان من جماعة خارجة عن الدولة. مصر تعرف مسؤوليتها التاريخية تجاه القدس وغزة، وهي تقوم بها بكل شرف، بعيدًا عن المزايدات.
وليعلَم الجميع أن أكاذيب الإخوان لا تُغير من حقيقة أن مصر كانت وستظل السند الأكبر للقضية الفلسطينية، لا بأغاني المقاومة، بل بعمل دبلوماسي جاد، ودعم ميداني مستمر، ونَفَس وطني لا يُشترى.