رئيس مجلس الإدارة: رضا أبوحجي نائب رئيس مجلس الإدارة: الجميلي أحمد رئيس التحرير: شريف سليمان

الجميلي أحمد يكتب: محمد رشاد… معلم أجيال وصانع جسور من المعرفة

محمد رشاد… معلم أجيال وصانع جسور من المعرفة

منذ أن عرفت الأستاذ محمد رشاد، أيقنت أنني أمام رجل لا يعرف إلا الجد، ولا يسلك إلا طريق العمل، ولا يرضى بغير النجاح مرفأً لرحلته. رجل اجتمع فيه الحلم والرؤية، حتى صار أحد أهم أعمدة صناعة النشر في العالم العربي، وأحد صانعي الجسور التي تعبر عليها المعرفة من المؤلف إلى القارئ.

محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب منذ عام 2010، وأحد مؤسسيه الأوائل، لم يكتفِ بلقب أو منصب، بل جعل من موقعه منبرًا لتطوير مهنة النشر، وحماية حقوق الملكية الفكرية، وتعزيز التعاون بين الناشرين العرب. انتخب أمينًا عامًا للاتحاد لأربع دورات متتالية، ثم اختير عام 2013 عضوًا في مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر”، فكان صوتًا ثقافيًا مخلصًا يدافع عن الكتاب العربي في المحافل الكبرى.

بدأ مسيرته من أرض النشر الخصبة، متعاونًا مع كبرى دور النشر في لبنان، مؤسسًا “الدار المصرية اللبنانية”، و”مكتبة الدار العربية للكتاب” في مصر، و”دار أوراق شرقية” في بيروت، مساهماً في إصدار أكثر من ثلاثة آلاف عنوان، وكأنه أراد أن يغرس مكتبة متكاملة تحمل فصولًا من الوعي العربي الحديث.

وإذا كان اتحاد الناشرين العرب قد تأسس عام 1962 بقرار من جامعة الدول العربية كمنظمة مهنية غير ربحية، فإن محمد رشاد كان أحد من جدد دماءه وأعاد إليه وهجه، ليس بوصفه هيكلًا إداريًا، بل كبيت جامع لأبناء المهنة. فقد ساهم في إحياء اتحاد الناشرين المصريين وانتخب أمينًا عامًا لأكثر من دورة، قبل أن يتسلم رئاسة الاتحاد العربي، حاملاً على عاتقه رسالة تطوير صناعة النشر، وحماية حقوق المبدعين، وتوسيع جسور التعاون بين الناشرين العرب.

لقد مر الاتحاد بمراحل أربع: التأسيس، والتطوير الهيكلي، والانفتاح على المعارض والندوات والتدريب، وصولًا إلى المرحلة الحالية التي تواكب أحدث التقنيات وتتصدى للتحديات الكبرى مثل القرصنة. وفي كل هذه المراحل، كان محمد رشاد هو المثال الحي على أن القيادة الثقافية ليست إدارة أرقام وأوراق، بل إدارة أحلام وأفكار.

نال الرجل العديد من الجوائز العربية والدولية، منها جائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2009، وكأنما هذه الجوائز مجرد اعتراف متأخر بما قدمه من جهد وعطاء. وهو، رغم انشغالاته، ظل وفيًا للمسار الثقافي، مدركًا أن النشر ليس تجارة كتب فحسب، بل صناعة وعي، وبناء أمة.

منذ أن عرفته، عرفت رجلاً يرى في الكتاب حياة، وفي النشر رسالة، وفي الكلمة عهدًا لا يخون. رجل يذكرك بأن اتحاد الناشرين العرب ليس مجرد مؤسسة، بل قلعة تحمي النشر والناشر وتبني المستقبل.

محمد رشاد… سيبقى علامة فارقة في تاريخ النشر العربي، لأنه لم يكن مجرد ناشر، بل مهندس وعي، وباني الجسور بين الحروف والقراء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى