رئيس مجلس الإدارة: رضا أبوحجي نائب رئيس مجلس الإدارة: الجميلي أحمد رئيس التحرير: شريف سليمان

الجميلي أحمديكتب هيئة الكتاب بين تعيينات أحمد بهي وأسئلة المثقفين

الجميلي أحمديكتب:هيئة الكتاب بين تعيينات أحمد بهي وأسئلة المثقفين

في الوقت الذي تبذل فيه الدولة المصرية، بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، جهودًا حثيثة لترشيد الموارد وحُسن إدارتها، نجد أن ما يجري داخل أروقة الهيئة المصرية العامة للكتاب يثير تساؤلات عديدة، خاصة في ظل السياسات التي يتبعها رئيس الهيئة، الدكتور أحمد بهي، والتي تبدو بعيدة عن روح الإصلاح والتجديد التي تنشدها الدولة.

لقد كانت هيئة الكتاب يومًا منارة للثقافة، ومقصدًا للمبدعين والمفكرين من مصر والوطن العربي، أما اليوم فقد أصابها الجمود، وتعثرت أنشطتها، وانقطع انتظام سلاسل نشرها. ويبدو أن بوصلة الهيئة قد انحرفت لتخدم دوائر شخصية ضيقة، بدلًا من أن تنفتح على مشهد ثقافي أرحب.

المشهد داخل هيئة الكتاب اليوم يبعث على الحيرة: مكاتب مكتظة بموظفات تم التعاقد معهن حديثًا بعقود يومية أو مؤقتة، في حين يظل عدد كبير من الموظفين القدامى بلا مهام واضحة، وبعضهم يتقاضى راتبه وهو في منزله بدعوى الإعفاء من التوقيع. هذه التعيينات التي تضاعفت منذ أن كان رئيس الهيئة نائبًا وحتى اليوم، تطرح سؤالًا مشروعًا: ما الجدوى منها؟ وهل هي بالفعل لخدمة العمل أم لخدمة مصالح محددة؟

الأمر لا يقف عند هذا الحد، فهناك تساؤلات أخرى حول توقف بعض المجلات الثقافية التابعة للهيئة، لتعود وتصدر في دول أخرى، وعلى رأسها دولة الإمارات، مع وجود رئيس الهيئة نفسه ضمن هيئة تحريرها أو مشرفًا عليها هناك. فهل يُعقل أن تتوقف إصدارات مصرية لتُهدى جاهزة لدول أخرى؟ وهل باتت حفنة من الدولارات أغلى من قيمة الدور الثقافي لمصر؟

إن الثقافة المصرية وهيئة الكتاب لم تكن يومًا مشروعًا فرديًا، بل كانت رسالة أمة. وأملنا أن نرى عودة هذه الهيئة العريقة إلى دورها الريادي، بقيادة تُؤمن بأن الثقافة ميراث وطني لا مجال فيه للمجاملة أو المصالح الضيقة.

وختامًا، يبقى الأمل معقودًا على تدخل وزير الثقافة، الدكتور أحمد هنو، الرجل الذي نعرف عنه حرصه على مشاركة الجميع في صناعة القرار الثقافي، وإعادة الثقافة المصرية إلى مكانتها الرائدة. إن ما يحدث في الهيئة المصرية العامة للكتاب اليوم يستدعي وقفة حقيقية وتحقيقات واسعة، وإرادة جادة لمعالجة الخلل، وحماية هذا الصرح الذي كان ولا يزال قلب الثقافة في مصر. فالمثقفون ينتظرون من معاليكم كلمة حق وقرار إصلاح، يعيد لهذه المؤسسة روحها، وللثقافة المصرية بريقها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى