رئيس مجلس الإدارة: رضا أبوحجي نائب رئيس مجلس الإدارة: الجميلي أحمد رئيس التحرير: شريف سليمان

الجميلي أحمد يكتب اتحاد الناشرين شريك لا غنى عنه في رسم ملامح معرض القاهرة الدولي للكتاب

المعرض واجهة مصر الثقافية.. وليس ساحة لقرارات فردية

ماذا بعد استقالة رئيس هيئة الكتاب؟

الناشر المصري شريك في صناعة المستقبل لا متلقٍ للقرارات

اتحاد الناشرين شريك لا غنى عنه في رسم ملامح معرض القاهرة الدولي للكتاب

معرض القاهرة للكتاب مشروع دولة لا فعالية هيئة فقط

لم تكن استقالة رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب حدثًا عابرًا، بل وضعت أمامنا تساؤلات كبرى حول مستقبل واحدة من أهم الفعاليات الثقافية في العالم العربي: معرض القاهرة الدولي للكتاب.
لقد أثارت السياسات السابقة جدلًا واسعًا، وعلى رأسها مقترحات رفع أسعار أجنحة الناشرين، وهو أمر كان من شأنه أن يضاعف أعباء صناعة النشر المهددة أصلًا بالتراجع والانكماش.

اليوم، ومع خلو موقع رئيس الهيئة، نحن في حاجة ماسّة إلى موقف واضح وحاسم من وزارة الثقافة ومن كل الجهات المعنية، حتى لا يبقى المشهد رهين قرارات فردية أو اجتهادات آنية.
المعرض ليس معرض هيئة الكتاب وحدها، بل هو معرض جمهورية مصر العربية، وواجهتها الثقافية أمام العالم، وحصاد عام كامل لكل ناشر من جهده وإبداعه وإنتاجه الفكري.

شراكة حقيقية وليست شكلية

إن اتحاد الناشرين المصريين هو الكيان المنوط بالناشرين، وهو الممثل الشرعي لجمعيتهم العمومية، ولا يمكن أن يُدار المعرض بمعزل عنه أو على حسابه. فالاتحاد –بما يملكه من خبرة متراكمة ورؤية واقعية نابعة من معاناة المهنة– شريك أساسي لا يمكن تجاوزه.
وسواء اختلفنا أو اتفقنا مع سياسات مجلس إدارته، فإن أعضاؤه يظلون زملاء يعبرون عن إرادة جماعية، ويقفون في خندق واحد مع الدولة من أجل حماية قوتنا الناعمة وصناعة النشر التي تواجه تحديات تهدد وجودها.

صناعة على حافة الانقراض

لا يخفى على أحد أن صناعة النشر تعاني من ارتفاع التكاليف وتراجع المبيعات وتحديات التكنولوجيا الرقمية. ومع ذلك، يظل الناشر المصري حاضرًا في كل المحافل، يبذل الجهد ويغامر برأس ماله ووقته، متمسكًا برسالة الكتاب كجزء من هوية الأمة.
ولهذا فإن إشراكه في صنع القرار ليس منّة ولا فضلًا، بل هو استحقاق وضرورة لضمان استمرار هذه الصناعة وعدم انقراضها.

نحو رؤية وطنية لمعرض القاهرة

إن المطلوب الآن هو دعوة عاجلة للناشرين من ذوي الخبرة، وعقد اجتماعات متتالية تطرح فيها الأفكار والخطط لتطوير المعرض، بحيث يتحول إلى منصة حقيقية لتبادل المعرفة والتجارب، ويظل واجهة مصر الثقافية المشرّفة أمام العالم.
كما أن على هيئة الكتاب أن تعيد النظر في سياساتها، وأن تنفتح على كل الشركاء، فلا مكان لقرار منفرد أو توجه يفرض من أعلى دون حوار أو تشاور.

كلمة إلى وزير الثقافة

إننا نثق في أن وزير الثقافة سيضع مصلحة الكتاب والناشر المصري نصب عينيه، وأن يكون عونًا لصناعة النشر لا عبئًا عليها. فالمعرض ليس مجرد فعالية سنوية، بل هو مشروع وطني يرسخ صورة مصر كعاصمة للثقافة العربية، وميدانًا يُظهر للعالم ثراءها الفكري وقوتها الناعمة.

إن اتحاد الناشرين ومعه كل أبناء المهنة يقفون اليوم صفًا واحدًا، يدًا بيد مع الدولة وهيئة الكتاب، من أجل أن يظل معرض القاهرة الدولي للكتاب منارة مشعة، وعرسًا ثقافيًا يليق بمكانة مصر وتاريخها وريادتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى