رئيس مجلس الإدارة: رضا أبوحجي نائب رئيس مجلس الإدارة: الجميلي أحمد رئيس التحرير: شريف سليمان

الجميلي أحمد يكتب:هيئة الكتاب في عهد أحمد بهي… مؤسسة ثقافية أم عزبة إدارية؟

الجميلي أحمد يكتب:هيئة الكتاب في عهد أحمد بهي… مؤسسة ثقافية أم عزبة إدارية؟

حين تمر على مؤسسة ثقافية، فأنك تمر على ذاكرة وطن.

وكعادة العارفين بأزقة الثقافة، وجّهت قدمي نحو الهيئة العامة المصرية للكتاب — وأؤكد على ضرورة وضع مائة خط تحت “المصرية”، لأن في العودة إليها ألم لا يُوصف.

في الهيئة، جلست مع بعض الأصدقاء من الزملاء القدامي بالهيئة. تبادلنا الحديث عن الثقافة والحال، واستدعينا وجوهًا كانت رمزًا للحضور الثقافي الحقيقي:
الدكتور سمير سرحان، الدكتور أحمد مجاهد، الدكتور صابر عرب، نصر الأنصاري، وحيد عبد المجيد، هيثم الحاج علي… أسماء صنعت من هذه المؤسسة بيتًا لكل قارئ، ومنبرًا لكل كاتب.

لكن للأسف، ما رأيته داخل الهيئة لم يُشبه شيئًا من هذا التاريخ. كانت مكاتبها رمادية، تفاصيلها باهتة، ونبضها شبه متوقف… هيئة كانت منارة، صارت ظلًا يُرثى له.

قررت التوجه لمكتب رئيس الهيئة الحالي، الدكتور أحمد بهي. والذي أعلم تمامًا أنه يعلم بوجودي داخل الهيئة — من خلال الكاميرات أو عبر “المرشدين”، كما يُشاع.
فسألت بكل أدب أمام المكتب: “هل الدكتور متاح؟”
ردّ أحدهم بثقة: “نعم، موجود وليس لديه احد.”

شجّعني الرد. دخلت بهدوء إلى السكرتارية. هناك، جلست سيدتان، ألقيت التحية وقلت:

– “صباح الخير يا فندم، محتاج أقابل الدكتور أحمد.”

رفعتا رأسيهما بابتسامة دبلوماسية سريعة، وسألت إحداهن:
– “مين حضرتك يا فندم؟”
فأجبت: “الجميلي أحمد.”

وفي لحظة… اختفى كل أثر للابتسامة، وحلّ مكانها وجهٌ عابس. كأنني نطقت اسمًا على “قائمة الحظر الإداري”.

قالت الأولى بلهجة حاسمة: “الدكتور عنده ضيف.”
وأتت الثانية بجملة غريبة الطابع:
“ولسه داخله القهوة… وانت عارف القهوة بتاخد وقت … لو معاك مشوار روح وأحنا لما يفضي الدكتور حنكلمك.”

هنا شعرت بأن الهيئة المصرية العامة للكتاب أصبحت عزبة أحمد بهي وشركاه

هنا، أيقنت أنني دخلت حقل ألغام. الاسم، وليس الطلب، كان المشكلة. تلك التحوّلات في الوجوه، وتلك الردود الساخرة، لم تكن سوى رسالة مبطّنة: لا مكان لك هنا.

خرجت من المكتب دون لقاء. لكنني خرجت بقرار أقوى:

هذا اللقاء الذي لم يحدث، كنت عازما علي طرح اسئلتي عن ما آلت إليه الهيئة العامة للكتاب علي الدكتور بهي لأجد لها اجابات لكن حمدا لله أنه لم يحدث فربما كانت الاجابات غير مقنعة من رئيس يري كرسي هيئتة أكبر المسؤول

ذلك الذي دفعني لفتح ملفات الفساد داخل هيئة الكتاب.

أسئلة كثيرة تتراكم:

عن التعيينات اليومية غير المبررة، والتي تخالف سياسة الدولة المصرية الان دولة تسعي للترشيد الاقتصادي وأحمد بهي يضرب عرض الحائط بسياسات الدولة

عن غياب أدوار حقيقية للكثيرين،

عن التراجع الواضح في الأداء،

عن تحوّل المؤسسة إلى ما يشبه الدائرة المغلقة التي تخاف النقد، وتُقصي من يسأل.
الي التهديد بالأمن نعم أحمد بهي يهدد كل من يحاول الاقتراب من عرشه بالأمن وأنه يعرف فلان وفلان

ودائما يلوّح بـ”العلاقات الأمنية”، كأنها درع لاختلال المنصب،

ناسيا أن الأمن المصري ليس أداة في يد أحد.
هو مؤسسة وطنية شريفة، لا تضيّق على الكلمة، بل تحميها.
تلك المؤسسة تعرف تمامًا من يكتب بحرص على المصلحة العامة، ومن يستخدم الاسم والكرسي والترهيب للهروب من المساءلة.

القهوة الوهمية التي منعت لقائي، لن تمنع الحقيقة من الوصول. الي فتح كل ملفات الفساد داخل الهيئة المصرية العامة للكتاب وإلى لقاء مع الورقة الأولي من ملف من ملفات هيئة الكتاب…

فالكلمة لا تُسكَت، حتى وإن كُبِرت أمامها فناجين القهوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى