رئيس مجلس الإدارة: رضا أبوحجي نائب رئيس مجلس الإدارة: الجميلي أحمد رئيس التحرير: شريف سليمان

الجميلي أحمد يكتب: دورة تحمل اسم محمد جبريل… استحقاق لا تأجيل نداء وزير الثقافة ورئيس هيئة قصور الثقافة وأعضاء مؤتمر أدباء مصر

الجميلي أحمد يكتب: دورة تحمل اسم محمد جبريل… استحقاق لا تأجيل
نداء وزير الثقافة ورئيس هيئة قصور الثقافة وأعضاء مؤتمر أدباء مصر

 

حين أمسك بالقلم الآن، لا أكتب بصفتي الجميلي أحمد، الكاتب والشاعر والناشر وعضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، وإنما بصفتي واحدًا من كتاب هذا الوطن الذين نالوا من علم محمد جبريل ما لا يُقاس. أكتب بروح التلميذ الوفي، مؤمنًا أن الاعتراف بالجميل ليس ضعفًا، بل مروءة ثقافية، وربما يدفع هذا بعض القيادات – التي نهلت من عطائه – إلى أن تتحرك قبل أن يسبقها الزمن.

إلى كل مثقف في مصر، وأخص بالخطاب وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو المسؤول الأول عن ثقافةمصر، ورئيس هيئة قصور الثقافة اللواء خالد اللبان، والزملاء أعضاء أمانة مؤتمر أدباء مصر: بين أيديكم فرصة لرد الجميل لرجل علّم أجيالًا، وأضاء الطريق لعشرات من أبناء الأقاليم الذين أصبحوا اليوم من رموز الساحة الأدبية.

ومحمد جبريل لمن لا يعرفه فهو من مواليد الإسكندرية 17 فبراير 1938، وبدأ حياته العملية عام 1959 محررًا بجريدة الجمهورية، ثم انتقل إلى «المساء»، وعمل خبيرًا بالمركز العربي للدراسات الإعلامية للسكان والتنمية والتعمير. حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2020، وترك وراءه أكثر من خمسين كتابًا، من أبرزها: رباعية بحري، إمام آخر الزمان، من أوراق أبي الطيب المتنبي، قاضي البهار ينزل البحر، الصهبة، قلعة الجبل، النظر إلى أسفل، اعترافات سيد القرية، زهرة الصباح، رجال الظل، المدينة المحرمة، زمان الوصل.

في أحد حواراته، قال: “لم تسرقني الصحافة من الأدب… أعيش حياتي بين ثلاثة أفعال: أتأمل، أقرأ، أكتب… ومفيش أديب بيكسب من كتابته”. كانت هذه فلسفة حياته؛ العمل الجاد، والوقت المنظم، والعطاء بلا انتظار مقابل.

شأنه في ذلك شأن الأديب الكبير إدريس علي، لم يدخل محمد جبريل طوال حياته سباقًا على جائزة أو صراعًا على تكريم، ولم يزج باسمه في معارك سياسية أو جدالات أيديولوجية، بل ظل مؤمنًا أن الله وهبه قلمًا حرًا، يقول به الحق، وينادي به بالوعي، ويكتب به ما يليق بتاريخ هذا الوطن وهويته. كانت كرامة الكلمة عنده أسمى من كل بريق زائل.

وليس هذا فحسب، فقد كان محمد جبريل صاحب فضل حتى على بعض من يشغلون اليوم مناصب قيادية في هيئة قصور الثقافة وغيرها. ومن هنا يحق لنا أن نسأل: هل آن الأوان أن يرد هؤلاء، ومعهم الوسط الثقافي كله، ولو جزءًا مما قدّمه جبريل لهم وللأدب المصري؟

إن تخليد اسم محمد جبريل على الدورة القادمة من مؤتمر أدباء مصر ليس هدية، بل استحقاق تاريخي ورسالة وفاء، وأثق أن وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو – الذي يسعى جاهدًا إلى بناء ثقافة تليق بمصر وبمنجزها الحقيقي – يدرك أن هذا التكريم ليس مجرد إجراء بروتوكولي، بل هو جزء من رد الجميل لأبناء هذا الوطن النبلاء الذين صنعوا بعطائهم ذاكرة مصر الأدبية. وإيماني راسخ أنه، ومعه رئيس هيئة قصور الثقافة وأعضاء أمانة مؤتمر أدباء مصر، سيجعلون من هذا القرار صفحة مضيئة تُضاف إلى سجل الوفاء في تاريخنا الثقافي، قبل أن يسبقنا الزمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى