خلال جلسة حوارية في “الشارقة الدولي للكتاب” 2025 الفنانة سميرة أحمد تستعيد بدايات الريادة وتؤكد: المسرح مسؤولية لا حضور

كتب الجميلي أحمد
في إطار فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، استضافت قاعة الفعاليات جلسة حوارية بعنوان “التجربة المسرحية النسائية في الإمارات”، ضمن برنامج “حوار مع رائدة من رائدات المسرح الإماراتي”، حيث استعرضت الفنانة سميرة أحمد محطات مسيرتها الفنية الممتدة بين المسرح والدراما التلفزيونية. أدارت الجلسة الشاعرة شيخة الجابري، وقدمتها الكاتبة صالحة غابش.

في مستهل الجلسة، أوضحت صالحة غابش أن هذا اللقاء يأتي استكمالًا للمشروع التوثيقي الذي أطلقه المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، من خلال إصدار كتاب “رائدات المسرح الإماراتي” للكاتب ظافر جلود، والذي يرصد مسيرة نساء أسهمن في تأسيس مرحلة مهمة من تاريخ المسرح المحلي. وأشارت إلى أن استضافة الفنانة سميرة أحمد تهدف إلى إبراز تجربتها الغنية التي جمعت بين الالتزام الفني والرؤية المجتمعية الواعية.

وخلال الحوار، تحدثت سميرة أحمد عن بداياتها في عالم المسرح، مؤكدة أن دخول المرأة الإماراتية هذا المجال لم يكن أمرًا سهلًا، وأن المثابرة والإيمان بالفن، إلى جانب الدعم المؤسسي، كانت عوامل أساسية للاستمرار. وأشادت بالدور الريادي الذي أدته الشارقة ومسرحها الوطني في رعاية المواهب، مؤكدة أن رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شكّلت حجر الأساس في نهضة المسرح الإماراتي.
كما استعرضت الفنانة أبرز محطات مسيرتها، متوقفة عند فترات الانقطاع والعودة إلى الخشبة، مشددة على أن الفن بالنسبة لها “مسؤولية لا مجرد حضور”، وأن التوازن بين العمل الفني والحياة الأسرية كان عنصرًا جوهريًا في تجربتها. وأكدت أن الدعم الأسري مكّنها من اتخاذ قراراتها بثقة ومواصلة مشوارها الفني بثبات.

وفي حديثها عن الدراما التلفزيونية الإماراتية، تناولت سميرة أحمد أبرز التحديات التي تواجه الإنتاج الفني والكتّاب والممثلين، مؤكدة أن الهوية المحلية هي الركيزة الأساسية لتميّز الدراما الوطنية. وأضافت أن المنصات الرقمية ومواسم العرض القصيرة تتيح فرصًا جديدة للتطوير، لكنها تتطلب رؤية استراتيجية واضحة لضمان استمرار الحضور الإماراتي المتميز على الشاشة.
واختتمت سميرة أحمد حديثها بالتعبير عن أملها في أن يواصل الجيل الجديد من الكاتبات والمخرجات الإماراتيات مسيرة الإبداع المسرحي، ويقدمن أعمالًا تعكس قيم المجتمع الإماراتي وتنوعه الثقافي.
وفي ختام الجلسة، ثمّنت الشاعرة شيخة الجابري دور الفنانات الإماراتيات في ترسيخ التجربة المسرحية الوطنية، مؤكدة أن حضورهن أصبح جزءًا من الذاكرة الثقافية للدولة، وأن دعم الريادة النسائية في المسرح يمثل امتدادًا طبيعيًا لمسيرة النهضة الثقافية التي تقودها الشارقة والإمارات.



